Saturday, January 31, 2009

رحلتي في معرض الكتاب



ساعاتان فقط استرحت فيهما بعد عودتي من معرض الكتاب اليوم، ثم قررت أن أكتب
نعم... قررت أن أكتب اليوم ولأول مرة منذ بداية العام الجديد بعد عودتي من المعرض، حتى إذا لم أجد شيئاً لأكتبه

منذ بداية العام وأنا أؤجل الكتابة عن كل شيء احتجت أن أكتب عنه، لأفرغ شحنات الغضب أو التعاسة أو الفرح أو حتى اللامبالاة بداخلي... بداية من أحداث غزة والقمم العربية المتتالية وتولي أوباما رئاسة أمريكا ووصفات الطعام الجديدة التي أعددتها والزيارات التي قمت بها ومكتبي وعملي الجديدين... وكلها كما ترون أشياء لا توجد علاقة بينها تماماً.. ولكنني اعتبرتها جديرة أن يكتب عنها، ومع ذلك انغمست في العمل والأعباء المنزلية حتى أن وقت الفراغ الوحيد كان هو الذي أقضيه في النوم العميق

بعيداً عن كل هذا.. أعود للكلام عن معرض الكتاب الذي ذهبت إليه اليوم في الساعة الرابعة عصراً مع والدتي
كان الطريق مزدحماً بداية من منزل كوبري أكتوبر في شارع صلاح سالم، وظل الإزدحام ممتد حتى بوابة المعرض أمام مسجد آل رشدان من ناحية مدينة نصر

دخلنا مكان لركن السيارات بأعجوبة، ولكن تأكيداً لنظرية الإستغلال والنصب والإستهبال كان لابد أن ندفع 5 جنيهات بغض النظر عن اكتشافنا لعدم وجود أي أماكن للركن ووقوف بعض السيارات صف خامس وسادس ليصنعوا سداً منيعاً لمن يريد أن يفكر في الخروج من المعرض في هذا الوقت

بمعجزة ما استطعنا أن نجد مكان صف أول وأمام مدخل السيدات، وذهبت لشراء تذكرتين سريعاً (الواحد بجنيه واحد) وأفلتنا من البوابة بعد أن قام أحد الواقفين على الباب بتقطيع التذاكر ورميها على الأرض... وهو عنف لا أجد مبرر له حتى الآن
من الجدير بالذكر أنني لم ألاحظ شكل التذكرة ولا أتذكره حتى الآن... ولكني مازلت أتذكر أكوام التذاكر المختلطة بالقمامة والمكدسة عند جميع مداخل المعرض والتي توضح لكل المارين والعابرين أن (المصري حيفضل مصري... النيل رواه وال.... جواه) وأنتم تعملون بالتأكيد (إيه اللي جواه) وكل شخص يعلم جيداً ما بداخله

المهم اختصاراً لكل التفاصيل الكثيرة التي حدثت عند دخول المعرض بعد ذلك إليكم أهم الوقفات والأحداث التي قمت بها اليوم مع والدتي

1- الزيارة الأولى بالطبع كانت لدار الشروق.. أولاً لأنها مكاني المفضل وثانياً لأنها أول دار كبيرة بعد عبور المدخل على الشمال، ونظراً لوجود بعض الأموال معي هذا العام لشراء ما أريد شراءه فلقد اقتنصت الفرصة وقمت بشراء كمية مهولة من الكتب من دار الشروق وحدها كلفتني مبلغاً كبيراً (نوعاً ما) فأنتم تعملون أسعار الدار، ولكن نظراً لنوعية الكُتاب وجودة الطباعة، فإنني لا أبخل أبداً

بالصدفة ومن حسن حظي كان الأستاذ خالد الخميسي مؤلف كتاب (تاكسي) موجوداً هناك لإمضاء كتابه، فقمت بشراء نسخة لي وذهبت إليه ليمضيها ولأسلم عليه... كان جالساً وحده، تعلو وجهه بشاشة وابتسامة مريحة، كنت قد رأيته من قبل منذ ما يقرب من عام في (صالون عشرينات) وأعجبت به وبكتابه كثيراً ولكن ما لفت نظري وشد انتباهي اكثر هم الواقفين حوله
كتبه مرصوصة على الأرفف بجواره ... بالعربية، والإنجليزية، والإيطالية.. والناس تقف وتسأل عن سعر الكتاب والكاتب.. فمثلاً هناك من يقول: (هو فيه حد يعمل كتاب ويسميه تاكسي... من قلة الأسامي يعني؟) وأخرى تقول (خالد الخميسي... مين ده وكمان الطبعة 13 ده حتى رقم نحس... هو حد عمره سمع عنه؟) وأنا أسمعهم جميعاً وأتساءل عندما يسمعهم هو هل يضحك بداخله ويقرر أن يكتب شيئاً آخر عمن يسخرون من أحد الكتاب وهم لا يعملون أنه يجلس أمامهم ويسمعهم، أم ينظر ويصمت فقط

2- الجولة الثانية كان داخل دار نشر مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة
AUC PRESS
وهي من أكثر الأماكن التي أحببتها حيث قضيت أكثر من نصف ساعة بالداخل أنتقى أحد الروايات الكلاسيكية والتي كان ثمن الواحدة منها 25 جنيهاً فقط واخترت في النهاية أحد روائع تشارلز ديكنز وهي الرواية الوحيدة التي لم أقرأها له
Bleak House
ثم وجدت رواية
Angels and Demons
لكاتب رواية شفرة دافينيشي الشهيرة دان براون، وكان ثمنها 40 جنيهاً فقط وهو سعر خيالي بالنسبة لرواية أجنبية لكاتب شهير وهي تعتبر
Best Seller
ما شجعني حقاً على شراءها هو أن توم هانكس قام ببطولة الفيلم المأخوذ عن تلك الرواية والذي سوف يجهز للعرض في الصيف القادم، ولذا فأنا من مشجعي قراءة الرواية قبل مشاهدتها فيلماً إذا تحولت إلى واحد

بعد ذلك.... اعذروني... الساعة متأخرة جداً الآن ولدي عمل في الصباح الباكر... ويداي لم تعد تقو على ضغط أزرار الـ
keyboard
فالنوم يداعب عيناي المرهقتين
مازال لدي الكثير من الحكايات داخل معرض الكتاب وأوعدكم أن أكمل غداً
تصبحون على خير
zzzzzzzzzz