Tuesday, December 25, 2007

صمت الخرفان


كل عام وأنتم بخير
يارب الجميع يكونوا بخير وصحة بعد انتهاء أجازة العيد وأكل كميات هائلة من الفتة واللحمة لغاية ما بقينا كلنا نبظ بتلو على كندوز على ضاني ... وبالذات الضاني ده اللي بكرهه كره العمى

اليوم الأول من أيام عيد الأضحى هو أكتر يوم مميز طبعاً علشان الذبائح اللي ريحتها تزكم الأنوف والدم اللي مغرق كل مكان إلا قليلاً
كان يوم عائلي مائة بالمائة ويوم برضه مليان لحمة ومليان دم والدم طبعاً منتشر في جميع الأرجاء مش فارق مكان راقي من مكان شعبي، في الشارع، فوق السطح أو جوة المنور أو عند الجزار، الدم في كل حتة

ليلة العيد يوم وقفة عرفة اكتشفت إن فيه خروف في منور عمارتنا، كان ساكت طول النهار يا حبة عيني لغاية الساعة 2 صباحاً وفجأة هاتك يا مأمأة ... لأ ومش أي صوت ... صوته عالي ويخض جداً كأننا في فيلم رعب لدرجة إني حسيت إنه راجل صوته خشن ومحشرج وبيستهبل وعامل فيها خروف


المهم طول الليل ولغاية الفجر والواحد سامع صوت الأخ اللي حيدبح بعد ساعات ده وزمايله الخرفان والعجول في المنطقة اللي حوالينا من بين السرايات لغاية جامعة القاهرة

المهم على الظهر كده لما صحينا من النوم كان صمت تام ... مفيش خرفان .. فقط أصوات بمب العيد والعيال المنتشرة في الشوارع، لكن الريحة كانت (استغفر الله العظيم) بشعة.. ريحة الناس اللي بتطبخ ضاني من الصبح على ريحة فرو الخرفان اللي الفقراء ماشيين بيه في الشوارع... لأ وكمان ده علي بيحكيلي إن بعد ما الجيران دخلوا خرفان تانية المنور علشان يدبحوها في فقراء كتير اتلموا مستنيين ساعة التوزيع واتخانقوا مع بعض خناقة لرب السما
وواحد منهم كان بيقول .. انتوا مش عايزين تدخلوني ليه أنا ابني عيان وفي المستشفى
الحقيقة أنا مافهمتش إيه علاقة اللحمة بالمستشفى بس مش مشكلة .. هو أدرى برضه

طبعاً أنا أول مرة أسمع إن الفقراء بيتخانقوا مع بعض في اليوم ده بسبب اللحمة (هو الصراحة عندهم حق بعد ما وصل كيلو البتلو حالياً اللي محدش يعرفوا كتير لستين جنيه) بس عندهم حق الناس بقت تتخانق على الأكل لأنها مش لاقية أكيد مش علشان الرفاهية

ده الواحد لما بيكون فاطر وفات ميعاد الغداء بتاعه بيبقى مستعد يعمل أي حاجة علشان جعان، فما بالك بالجعان بالأيام والأسابيع
وبعدين في ناس بتدوق اللحمة دي من السنة للسنة وفي ناس ماتعرفش طعمها أصلاً وعندها عيال جعانة لازم تفرحها وتشبعها

إذا كنا بناكل لحمة كتير فلازم نفكر في غيرنا ونحاول على قد ما نقدر نطلع كيلو لحمة ولو كل كام شهر علشان ربنا يبارك لنا في اكلنا وفي صحتنا

المهم المنور عندنا كان مغسول بعد كل الذبائح دي طول النهار، لكن ريحة الخرفان فضلت لازقة بغراء فيه وماراحتش غير تاني يوم بالليل

على ثالث يوم العيد كده سمعت لكم صوت خروف بيمأمأ .. سبحان الله ... وده نسيوا يدبحوه ده ولا إيه ولا هرب وبيدوروا عليه؟
بس بجد ده خروف فضحي أوي ... مش يقعد ساكت أحسن ما يلاقوه ويدبحوه
!ولا تلاقيه بيمأمأ بقلب جامد أوي اكمن الناس شبعت لحمة

2 comments:

Amr said...

فكرة الذبح بالنسبة لي مأساوية جدا، عبرت عن وجهة نظري في تدوينة عندي
بس المسألة بالنسبة لي أكبر من رائحة كريهة، بالعكس هي الفكرة اني بتخيل ان هنا تم الدبح وبتعب جدا

مُصْعَب إِبْرَاهِيم said...

عنوان التدوينة عاجبني التنين
بجد دخل دماغي أوي
برافووووووووووووو