Thursday, October 9, 2008

مدرس أول ثانوي وسواق تاكسي


كنت رايحة أتغدى عند جدتي لوحدي يوم الإثنين اللي فات الموافق 6 أكتوبر، وكنت لوحدي لأن علي كان بيضرب الأكلة المتينة عند حماتي ألا وهي (فشة وكرشة وكوارع) وهما عارفين كويس إني لو شميت الريحة قبل ما أخرج من الأسانسير ممكن أرجع ويغمي عليا فوراً

ولهذا السبب الجليل قررنا تطبيق نفس القرار الوزاري اللي طبقناه عند مشاهدة مباريات الأهلي مع الزمالك (فصل للقوات)، فلما نفسه تهف على الأكلة دي يروح ياكلها لوحده وأنا أروح أتغدى مع ماما وآنا (جدتي يعني، أصلي بقولها آنا) وبعدين نبقى نتقابل ونرجع البيت سوا

المهم خرجت لوحدى على الساعة 7 ونص بالليل كده بعد صلاة العشاء وركبت تاكسي من عند محطة البحوث لأن كان معايا كذا شنطة ومنهم شنطة اللاب توب ودي لوحدها زي الداهية على كتفي

فضل السواق ماشي في نفس خط السير المعروف وعند كوبري الجلاء جاتله مكالمة على الموبايل


آلووووو آلووووو أيوة يا حنان... ردي عليا يا حنان مش سامع حاجة... آلووووو

وواضح إن السكة قطعت بعدها
شوية والموبايل رن تاني


أيوة يا حنان... إيه مش سمعاني ولا إيه.. إزيك يا حنان... عاملة إيه يا ستي وإيه أخبار مصطفى وشيماء إحنا عندنا أجازة النهاردة... أيوة 6 أكتوبر إنتي عارفة بقى كل سنة وإنتي طيبة... الدنيا هنا زحمة أوي والجو حر، هو عندكم برضه حر؟

كده بقى أنا قلت أكيد بيكلم أخته أو بنته مثلاُ في بلد خليجي ولا حاجة... عادي يعني
وشوية وهو بيتكلم قال لحنان

تخيلي أنا لسة ما رحتش المدرسة ولا حضرت حاجة للعيال في الدفتر آه... أصل المدراس لما دخلت العيال ماجتش، قلت حروح أعمل إيه أهي أجازة بأجازة.. هو فيه حد حيروح المدرسة قبل العيد يعني، وبعدين تخيلي إني مكنش عندي وقت أحضر حاجة لغاية دلوقتي، مش عارف لما أدخل لهم بكرة حقول إيه... ربنا حيدبرها بقى من عنده

شوية وعدينا كبري قصر النيل وقربنا جداً من إشارة ميدان التحرير، فراح قايل لها


معلش يا حنان أنا داخل على ميدان التحرير وإنتي عارفة بقى قانون المرور الجديد، حركن بس على أي جنب ونكمل كلام، خليكي ما تقفليش السكة

شوية ولقيته بيوجه لي الكلام


معلش دي مراتي بتكلمني من الكويت أنا آسف لو أزعجتك، أصلها سافرت إعارة هناك وأخدت العيال معاها، هي بتشتغل مدرسة كومبيوتر على فكرة
فقلت له هو حضرتك مدرس برضه؟
أنا مدرس أول لغة عربية لثانوي وبشتغل على التاكسي ده باليل علشان يسليني لأني عايش هنا لوحدي
ربنا يبارك لك ويرجعهم لك بالسلامة
حتنزلي فين إن شاء الله؟
عند علامة المترو اللي هناك دي، أول السور الحديد
مع سلامة الله

وإديته الخمسة جنيه وأنا مكسوفة جداً... ده معلم ومربي أجيال، تخيلت الناس بتعمل إيه وبتكافح إزاي وبتستحمل إيه علشان تعيش في البلد دي... ده مش معناها إن سواقة التاكسي مهنة غير شريفة لا سمح الله ولا مهينة، أبداً بس الراجل ده مدرس أول والمفروض له وضعه في البلد اللي مش بتقدر المدرس والطبيب وتديهم مرتبات محترمة تكفيهم وتكفي أولادهم

الطريق كان قصير أوي وكان عندي كلام كتير أكيد كان ممكن أقوله للمدرس السواق، لكن أكيد حقابل ناس زي الراجل ده كتييييييييير وأقدر أسأل زي ما أنا عايزة


No comments: